إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

287 ـ داج همرشولد Dag Hammarskjold

أبريل 1953 ـ سبتمبر 1961
تولى داج يلمر كارل همرشولد
( Dag Hjalmar Carl Hammarskjold ) رئاسة الأمانة العامة للأمم المتحدة خلفاً لـ تريجف لي كثاني أمين عام للمنظمة الدولية، بدأ همرشمولد تولي مهام منصبه من 10 أبريل 1953م وحتى 18 سبتمبر 1961م، حيث وافته المنية إثر حادث تحطم طائرته أثناء مهمة رسمية لإحلال السلام في الكونغو.
وقد ولد همرشولد في 29 يوليه 1905م، في يونكوبنج
( Jonkoping )بجنوب وسط السويد،

وهو الابن الرابع لـ يالمر همرشولد ( Hjalmar Hammarskjold ) رئيس وزراء السويد أبان الحرب العالمية الأولى وزوجته أجنز ( Agnes ) وقد شب داج همرشولد في مدينة أوبسالا ( Uppsala ) حيث عمل والده كمحافظ لمقاطعة أوبلاند ( County of Uppland ) حينذاك.
وقد التحق داج همرشولد بجامعة أوبسالا
( Uppsala University ) وحصل على بكالوريوس الفنون مع مرتبة الشرف عن عمر 18 سنة. ثم درس الاقتصاد لمدة ثلاث سنوات أخرى في نفس الجامعة حيث حصل على درجة Filosofic Licenciat في الاقتصاد عن عمر 23 سنة. وقد أكمل همرشولد دراساته لمدة سنتين أخرتين في الجامعة ليحصل على بكالوريوس الحقوق ( Bachelors of Law ) في عام 1930م.
ثم انتقل داج همرشولد بعد ذلك إلى ستوكهولم
( Stockholm ) حيث أصبح أمين اللجنة الحكومية للبطالة من عام 1930 - 1934م وفي نفس الفترة، وبالتحديد عام 1933م، حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ستوكهولم ( University of Stockholm ) تحت عنوان انتشار دورة العمل ( The Spread of Business Cycle ) وعين أستاذاً مساعداً في الاقتصاد السياسي بنفس الجامعة، وقد شغل وظيفة أمين البنك الأهلي السويدي ( National Bank of Sweden ) لمدة عام ثم رشح لمنصب السكرتير الثاني الدائم لوزارة المالية في نفس الوقت الذي شغل فيه منصب رئيس مجلس البنك الدولي من عام 1941 - 1948م، وقد كانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ السويد أن يشغل رجل واحد هذين المنصبين في نفس الوقت. وفي عام 1945م رُشح مستشاراً لمجلس العقبات المالية والاقتصادية.
وقد كانت وظيفة هذا المجلس الرئيسية هي محاولة إيجاد الحلول اللازمة للمشاكل والعقبات الاقتصادية والمالية التي عصفت بالسويد أثناء وبعد الحرب. وفي هذه السنوات لعب همرشولد دوراً كبيراً في رسم خطة الاقتصاد السويدي مبرماً لعدة اتفاقيات ومداولات اقتصادية وتجارية مع العديد من الدول الغربية في ذلك الوقت منها المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي عام 1947م عين كسكرتير ثان في مكتب الخارجية مسؤولاً عن الأسئلة والاستفسارات الاقتصادية. ثم كأمين عام لمكتب الخارجية في عام 1949م، ثم عين مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية في عام 1951م.
أما على الصعيد الدولي فقد شغل همرشولد منصب المفوض السويدي لمؤتمر باريس في عام 1947م، حيث أبرمت خطة مارشال ثم شغل منصب رئيس المفوضين لمؤتمر باريس لهيئة التعاون الاقتصادي الأوروبي
( Organization for European Economic Cooperation ) في عام 1948م.
ولعدة سنوات تالية شغل همرشولد منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية للهيئة ذاتها.
وفي عام 1950م أصبح رئيس الوفد السويدي إلى اليونيسكان
( Uniscan )، والتي أنشئت لدعم التعاون بين الدول الإسكندينافية والمملكة المتحدة آنذاك. وقد شغل همرشولد أيضا منصب نائب رئيس الوفد السويدي للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة العادية ثم ممثل رئيس الوفد في الدورة السابعة للجمعية العامة وذلك في الفترة من 1952-1953م. وعلى الرغم من أن همرشولد قد عمل في وزارة الحزب الاجتماعي الديموقراطي السويدي إلا أنه لم يلتحق ولم يكن عضواً في أي حزب سياسي معتبراً نفسه كسياسي محايد. وفي ديسمبر 1954م انتخب همرشولد عضواً في الأكاديمية السويدية لنفس المقعد الذي شغله والده من قبل.
وقد تم انتخاب همرشولد بالإجماع في منصب الأمين العام للأمم المتحدة بواسطة الجمعية العامة في جلستها بتاريخ 7 أبريل 1953م بناءً على توجيه من مجلس الأمن. ثم أعيد انتخابه بالإجماع لفترة خمس سنوات ثانية في سبتمبر 1957م. وأثناء رئاسته للأمانة العامة للأمم المتحدة حمل همرشولد على عاتقة الكثير من المسؤوليات المنوطة بالهيئة الدولية لحفظ السلام ومنع الحروب وتطبيق مبادئ الأمم المتحدة الواردة في الميثاق. ومن ضمن هذه المهام الصعبة التي قام بها، ما بذله من مهام دبلوماسية لتعضيد اتفاقيات الهدنة الحربية بين إسرائيل والدول العربية ولدعم السلام في المنطقة. كما قام همرشولد بتنظيم وتنسيق وإرسال قوة طوارئ الأمم المتحدة في عام 1956م والتي أشرفت على إخلاء قناة السويس من أعمال الحرب إبان العدوان الثلاثي على مصر ذلك الوقت، كما ساهم همرشولد في تنسيق وإرسال مجموعة المراقبة الدولية لهيئة الأمم المتحدة
United Nations Observation Group in Lebanon ( UNOGIL ) إلى لبنان وإنشاء مكتب للمبعوث الرسمي للأمم المتحدة في الأردن عام 1958م. وعقب زيارته لبكين ( جمهورية الصين الشعبية ) عام 1955م، ساهم الدور الفعال الذي قام به همرشولد في الإفراج عن الطيارين الأمريكيين المحتجزين هناك في الفترة من 30 ديسمبر 1954-13 يناير 1955م، والذين كانوا يعملون تحت مظلة الأمم المتحدة في كوريا.
وقد زار همرشولد العديد من البلدان والأقطار في أفريقيا، أوروبا، آسيا، الأمريكتين، والشرق الأوسط في مهمات رسمية تابعة للأمم المتحدة في رحلات عديدة. ومن ضمن هذه الرحلات، وفي رحلة واحدة، زار همرشولد 21 دولة في أفريقيا في رحلة وصفت بعد ذلك بأنها في غاية الحنكة للدراسة والاستعلام عن الوضع في المنطقة ووصفها نفسه "بأنه قد اكتسب منها أدق التفاصيل عن وجهات النظر السياسية المتباينة في أفريقيا اليوم".
وفي 12 يوليه 1960م أجرى الرئيس الكونغولي جوزيف كاسا فوبو
( Joseph Kasa-Vubu )   ورئيس وزرائه باتريك لومومبا ( Patrick Lumumba ) اتصالاً عاجلاً بالأمين العام للأمم المتحدة سائلاً فيه إرسال مساعدات عسكرية عاجلة للكونغو.
وفي 13 يوليه وبناءاً على دعوة عاجلة من همرشولد عقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً لبحث هذا الطلب وتم اتخاذ قرار بإرسال قوات دولية تابعة للأمم المتحدة إلى الكونغو بأقصى سرعة. وبناءاً على عملية الأمم المتحدة في الكونغو فقد قام همرشولد بثلاث رحلات في ذلك الحين لتفقد الوضع والمساهمة في إحلال السلام هناك. وقد كانت أول الرحلتين في الفترة من يوليه- أغسطس 1961، أما الرحلة الأخيرة فقد بدأت في 12 سبتمبر، وانتهت بحادث تحطم الطائرة المروع الذي أودى بحياة همرشولد في 18 سبتمبر من نفس العام.
ومما يذكر من أنشطة داج همرشولد في الأمم المتحدة أنه نظم المؤتمر الأول والثاني للأمم المتحدة للاستخدام السلمي للطاقة النووية في جنيف. وخطط لمؤتمر الأمم المتحدة لاستخدام وتطبيق العلوم والتكنولوجيا من أجل رفاهية وإفادة الدول غير النامية والذي عقد بعد ذلك في عام 1963م.
وقد حاز داج همرشولد على العديد من الدرجات الفخرية والشرفية من جامعة أكسفورد "إنجلترا" وجامعات "هارفارد" و"يال" و"كولمبيا" و"بنسلفاينا" و"جونز هبكنز" و"جامعة كاليفورنيا" و"جامعة أوهايو" بالولايات المتحدة الأمريكية، "كلية كارلتن" و"جامعة ماكجيل" بكندا.